الخميس، 25 أكتوبر 2012

لا تنتظر شكرا من أحد

لا تنتظر شكرا من أحد



خلق الله العباد ليذكروه ، ورزق الله الخليقة ليشكروه ، فعب

د الكثير غيره، وشكر الغالب سواه ، لأن طبيعة الجحود والنكران والدفاء وكفران النعم غالية على النفةس ، فلا تصدم اذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك، وأحرقوا أحسانك، ونسوا معروفك، بل ربما ناصبوك العداء، ورموك بالحقد الدفين ، لا لشئ الا لأنك أحسنت اليهم . ((وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ)).

وطالع سجل العالم المشهود ، فاذا فى فصوله قصة أب ربى ابنه وغذاه وكساه وأطعمه وسقاه ، وأدبه ، وعلمه ، سهر لينام ، وجاع ليشبع ، وتعب ليرتاح ، فلما طر شارب هذا الأبن وقوى ساعده، أصبح لوالده كالكلب العقور، أستخفافا ، أزدارءا، مقتا ، غقوقا صارخا ، عذابا وبيلا ،


الا فليهدأ الذين أحترقت أوراق جميلهم عند منكوسى الفطر ـ ومحطمى الارادات ، وليهنئوا بعوض المثوبة عند من لا تنفذ خزائنه.
ان هذا الخطاب الحار لايدعوك لترك الجميل ، وعدم الأحسان للغير، وانما يوظنك هلى انتظار الجحود ، والتنكر لهذا الجميل ، و الأحسان، فلا تبتئس بما كانوا يصنعون.

أعمال الخير لوجه الله، لأنك الفائز على كل حال، ثم لا يضرك غمط من غمطك ، ولاجحود من جحدك، واحمد الله لأنك المحسن، وهو المشئ ، واليد العليا خير من اليد السفلى (( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)).

وقد ذهل كثير من العقلاء من جبلة الجحود عند الغوغاء ، وكأنهم ما سمعوا الوحى الجليل وهو ينعى على الصنف هتوه وتمرده ((مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.)) .

لا تفاجا اذا أهديت بليدا قلما فكتب به هجاءك، أو منحت جافيا عصا يتوكأ عليها ويخش بها على غنمه، فشج بها رأسك، هذا هو الأصل عند هذه البشرية المنحطة فى كفن الجحود مع باريها جل فى علاه ، فكيف بها معى ومعك ؟! ....

تحياتى : صلاح يحيى
ـــءءءءءءءــــءءءءءءــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق